نعم لقد فشلنا في كل شيء… لقد فشلنا في الوطن العربي، وأينما كان… لقد فشلت معظم المناهج والمدارس والشعوب بأن تربي أجيالًا تعيش بسلام على كوكب اسمه الأرض… لقد فشلنا بأن نتعرّف على القبائل الأخرى ونحترمها…
لم نفشل فقط، بل حرّفنا كل شيء أيضاً… المفاهيم كلّها ضاعت والعالم انقسم بين مؤيّد، ومعارض وتائه… كيف لا نتوه وكلّ ما نتعلّمه فيه شيء من التحريف والكذب… وكلّ ما نراه فيه شيء من الانحياز والتطرّف…
ما زلت أذكره جيدًا كتاب التاريخ الخاص بالصف التاسع في لبنان… أولًا كتاب تاريخ غير موحد؛ كتاب كل مدرسة كانت تدرسه من وجهة نظرها… من وجهة نظر حزبها السياسيّ وطائفتها… كتاب قررت وزارة التربية أن تلغي منه فصلًا كاملًا عن القضية الفلسطينيّة… فكبرت وأنا لا أعرف الكثير عن هذا الصراع…
كبرت وعشت كل الحروب الإسرائيليّة على وطني لبنان… على الجنوب… على مدينتي… كبرت وصور المجازر محفورة في ذاكرتي… كبرت وصور الدّمار التي لم يستطع أحد أن يمنعها محفورة في مخيلتي… كبرت ومازلت أردد الحلم العربي…
كبرت ومازلت أتذكر كل تفاصيل الثورة الفرنسيّة وأهميّة المقاومة؛ وحقوق الإنسان، أهميّة الأمم المتحدة وجامعة الدّول العربيّة ومحكمة العدل الدوليّة… أتذكر من كتاب التاريخ أن لبنان من البلدان المؤسسة لتلك المنظمات الدوليّة… وحقوق الإنسان، الحريّة والديمقراطيّة شعارات ترددها بعض الشعوب وتحرم منها شعوباً أخرى…
كبرت وسافرت والتقيت عددًا كبيرًا من المدرسين والمثقفين والمدربين والكل يعرف تفاصيل المحرقة التّي تعرّض لها اليهود خلال الحرب العالميّة الثانيّة ولا أحد يعرف تفصيلًا صغيرًا عمّا نعيشه منذ ٧٠ عاماً وأكثر في الشرق الأوسط…
كبرت واكتشفت أنّ كل وسائل الإعلام مزيفة… لا أعرف مصالح من تخدم ، هل فعلًا نحن نعيش مؤامرة كونيّة… عن أي مساواة وحقوق وواجبات يتكلمون، وكل ما نراه من حولنا هو ظلم ودمار وحروب… تقتل الكلمة الحرّة في بعض الوسائل الإعلاميّة والمقاوم يصبح إرهابي، والمغتصب يصبح الضحيّة…
كلنا يعلم الدّور الذّي تلعبه وسائل التّواصل الاجتماعي في يومنا هذا… البعض يستخدمها للشهرة والبعض الآخر لنشر السخريّة والسخافة، وها نحن نستخدمها لنشر صور الدمار والشهداء ودموع الحجر والبشر… واستمرت الحياة… شعوب مخدرة، أصبح العنف فيها عاديًا : يلعب طفلك بالجنود والدبابات، ومن ثم يستمتع بألعاب الحروب الاكترونيّة، ويشاهد أفلام سينما ومسلسلات تتمحور حول القتل وتجعل من القاتل بطلًا… فبالطبع سيستمر زعماء العالم بالرقص والغناء… لم يجتمعوا لوقف هذه المأساة…وعندما قرروا الاجتماع اتفقوا على أن لا يتفقوا… إن دلّ هذا على شيء واحد، فهو يدل على فشل منظومة المدارس…
كيف نسمح في يومنا هذا بقتل الأطفال وتدمير البيوت والمستشفيات ودور العبادة؟ من هم هؤلاء الحكام الذين يتحكمون بمصير الشعوب، ويصرفون الأموال على أسلحة الدّمار الشامل… من أي مدارس تخرّجوا؟ من يشرح لي هذه السياسة المجنونة التّي تتحكم بحياتنا؟
كيف ندرّس عن الوحدة العربيّة في المدارس ولا شيء من هذه الوحدة متوفر… لماذا لا ندرّس عن عدم قدرة العرب على الوحدة، رغم كل نقاط التشابه التّي تجمعهم… فرّق تسد…
ها هي الحرب المستمرة في عدة بلدان وعلى غزة وشعبها وأطفالها ومدارسها تحديدًا تعلمنا شيئًا واحداً ألا وهو أن الحق لا يموت… تعلّمنا أن هذا الكوكب ليس بخيرلأن مناهجنا تمجّد الحكام وتهلّل لهم… لأن مناهجنا أصبحت مناهج بالية تخضع لسياسات لا أحد يفهمها… لأن مناهجنا مازالت تفرّق بين الفقير والغنيّ، بين الأسود والأبيض، بين الدّيانات والطوائف، لأن المناهج لا تركز على أنّ الوجع واحد، والظّلم واحد… لأن المناهج لا تعلّمنا أن نتفادى أخطاء الماضي… لأنّ التّاريخ يعيد نفسه…
أكتب من القلب، دمعتي تسيل، أبحث عن المدينة الفاضلة التّي نعيش فيها بسلام
مقال رائع علي بالفعل يلمسنا في الأعماق وجرأة وصدق واضحين في التعبير دون الإلتفتاف حول ما يجب أن يُقال ولا يُقال أبداً….بسيط لكن قوي مؤثّر جدّاً…يعطيك العافية!
لامست الجرح الغائر في القلب!
ليس لها من دون الله كاشفة
سلمت يمينك💯
الشيء الأول الذي اتفق عليه العرب هو أن لا يتفقوا.
والشيء الثاني هو أنهم دائما متفقون على العرقلة .
مقال رائع بارك الله فيك
لابد من تغيير الواقع حتى ولو بالكلمة
مقال واقعيّ وأكثر من رائع ولكن ما الحلّ؟
المدارس، المناهج
الحل نكتب، نحكي، نشارك، نعبر
أو يمكن مافي حل
الحل في البراعم الصغيرة
مقال جميل و رائع ، و قد استطاعت كلماته العبور إلي ، و أكثر ما أعجبني فيه : ” كيف ندرس عن الوحدة العربية في المدارس ولا شيء من هذه الوحدة متوفر… لماذا لا ندرس عن عدم قدرة العرب على الوحدة، رغم كل نقاط التشابه التي تجمعهم… ” !!!!شكراً لك أستاذ علي
كلماتك مسّتني و استطاعت إيصال صدق إحساسك وتعبيرك
شكراً لك …
كلام مؤثر جدا…طال العقل والقلب والوجدان..لا تنده ما في حدا بدو يسمع ها الكلام
كلام مؤثر ، اتمنى ان يفرأها كل طلابنا ليتعلموا عن عروبتهم الضائعة بين صفحات الكتب … لم تعد المعلومة حبيست الصفحات والكتب … الحقيقة بمتناول أيديهم الآن .. أبى من أبى وشاء من شاء … لديهم الحرية ليروا ويعبروا ويبدوا آراءهم
مقال رائع ينقل لنا الواقع الذي نعيشه وكل يحرف في تاريخه حسب أهوائه ومصالحه
صدقت والله أستاذ علي
مقال صادق ويُعبر عن الواقع، والقضية ستحل بعد إجابة هذه التساؤلات…
كيف نسمح في يومنا هذا بقتل الأطفال وتدمير البيوت والمستشفيات ودور العبادة؟ من هم هؤلاء الحكام الذين يتحكمون بمصير الشعوب، ويصرفون الأموال على أسلحة الدمار الشامل… من أي مدارس تخرجوا؟ من يشرح لي هذه السياسة المجنونة التي تتحكم بحياتنا؟
مقال رائع استاذ على.
لنا الله وما لنا سوى الدعاء لهم والدعاء بأن تكون فعلا فى وحدة عربية بين الشعوب وان نزرع معناها فى الاطفال منذ الصغر حتى يكون لدينا رؤساء وقادة يفهمون معناها فى المستقبل لعل وعسى الواقع يتغير
مقال يستحق المشاركة.
اللهم احفظ فلسطين ولبنان وسوريا ومصر… وجميع المسلمين والمسلمات في كل مكان.
سلمت يمناك لعلنا نجد السلام يوما ما
أشكرك على هذا المقال الصادق الذي يعبر عن الإحباط والألم الذي نشعر به جميعا.
إن غياب الإرادة السياسية يدل على فشل مشاريع الوحدة بين الدول العربية يرجع في الأساس إلى غياب الإرادة السياسية الكافية وتعارض المصالح والأهداف والرؤى والتوجهات والاستراتيجيات التي تأخذ اتجاهات متعارضة ومتباينة، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون ومشاريع الوحدة الاقتصادية. وقال: إن التجارب الدولية وفقدان المصالح المشتركة هما أساس لأية وحدة والركيزة لأي تعاون، غير أن المشروعات الوحدوية العربية عندما تتم فهي تتم من منظور سياسي بحت ربما لخدمة توجهات مرحلية ما تلبث أن تزول وبعدها ينتفي الهدف من تجربة الوحدة، ولذلك كان أمرا طبيعيا أن تفشل التجارب العربية الوحدوية. وأضاف لهذا السبب نلح ونكرر وندعو دوما إلى ضرورة أن يكون الاقتصاد والمصالح العربية المشتركة هما المدخل لأي وحدة لأن الشعوب إذا وجدت أن مصالحها تتحقق بالوحدة وأن مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعيشية تتحسن بها فستكون الشعوب أحرص عليها من أي شيء وسيكون دافعا قويا للحكام والقادة للتمسك بها والاستمرار فيها.
نعم فشلنا ولكننا سنحاول مجددا بوعي اكبر ومسؤلية اكبر .. علينا ان لا نهمل ان قضايانا هي الاهم وهي الحرية وهي النضال .. فلنترك جانبا قضايا الشعوب ونهتم بقضايانا لنحمي الاجيال القادمة ونترك لها خيار النضال والتحدي
تشكر أستاذ على مقالك لكن اظن انك اختزلت الكثير من الامور. لن اعلق كثيرا لكن سأترك سؤالين سيعيد التفكير. اولا هل بغلق المدارس سنتعرف على التاريخ والحقيقة. ثانيا كيف سيكون عالمنا بلا مدارس؟
مقال في الصميم وجرحنا عميق للاسف
فهل سيلتئم ياما ما ؟أتمنى ذلك.
مقال في غاية الروعة لامس واقع مرير نعيشه.
شكرا مستر علي ومزيدا من التألق.
.
بناء الأوطان يتطلب منا بناء الإنسان أولًا
رائع يا ليتنا نستطيع أن نوجه ان نتكلم أن نوضح كل ذلك في المدارس حقيقة.عادة كل عام اتناول مع تلاميذي موضوع حقوق الطفل .. لكن هذا العام عن أي حقوق سأتكلم ؟؟؟؟😶🫢
رائع و معبّر بكل شفافية وصدق …بابرك الله فيك ..الحل في تغيير كتب التاريخ المزيف الذي تتوارثه الاجيال …شكراً لإيصال أحاسيسنا وواقعنا الأليم عله يجد صدى وتغيير جذري له ..
مقال رائع جداً ويتضمن الكثير من التعابير المعبرة عن الحسرة والألم لما نعيشه اليوم وعشناه من قبل من آهات وألم وحرب ودمار حقاً نحن نفتش عن مدينة اسمها مدينة السلام بكل معانيه . شكراً لك وشكراً لهذه الكلمات التي دخلت قلوبنا وعبرت عن آرائنا .
بارك الله فيك أستاذ علي صدقت في كل كلمة وكل حرف، نتمنى لو كنا جزء من واضعي مناهج بلادنا ولكن الفرص ليست للخبرات فقط للمعارف والسياسات